شرعية الرئيس , وهجمة الطابور الخامس .

يبدو أن أنصار الطابور الخامس لم يستوعبوا بعد رسائل المؤتمر السادس عشر لجبهة البوليساريو الذي جدد الثقة في الاخ ابراهيم غالي امينا عاما للجبهة ورئيسا للجمهورية الصحراوية الدمقراطية, فالمؤتمر كاعلى سلطة تقريرية في الجبهة منح الصلاحيات المحددة في القانون الاساسي للجبهة ودستور الدولة  . هؤلاء مصرون على أنهم لوحدهم المناضلون المستقلون، وحدهم المدافعون عن الشعب الصحراوي ، ووحدهم من يملك الحق في الحديث باسمه،  ويملون على الرئيس ما يجب ان يقوم به ,مهما بلغ بهم التناقض الفاضح بين القول  والفعل  ,يحاولون الاصطياد في الاوضاع وتاليب الراي العام على قرارات الرئيس وثقته, دون مراعاة ان ذلك يمس من وحدة الشعب الصحراوي وسيادته على قراراته ويقفون عن قصد او بغيره في صف التهديم .

لم يتساءل عناصر هذا الطابور للحظة ولو في إطار نقد ذاتي، لماذا لا يجد خطابهم صدى لدى الشعب الصحراوي   ؟ الإجابة عن هذا السؤال تقتضي طرح العديد من العناصر والأسئلة الاستنكارية، لعل هؤلاء الذين يحاولون االضغط بحملة دعائية شرسة بمواقع التواصل الاجتماعي  مدعومة بترسانة العدو الدعائية ، يتعظون بعض الشيء.. ,لماذا لم يتفاعل معهم الشعب الصحراوي واصبحوا معزولين ؟ اين يتواجد اغلبهم ؟ اين هم من انتظارات شعبهم ميدانيا ؟

هؤلاء في خصام مع الرأي العام الوطني ، لأن الصحراويين  مهما كانت انتقاداتهم لنواقص وطنهم عبر كل الطرق المشروعة وهذا حقهم  بل وواجبهم على شعبهم، إلا أنهم متشبثون بتوابثهم ورموز وحدتهم وعزتهم، فالصحراوي  الاصيل  لا يقبل التطاول على من هو بيننا ويده نظيفة , شارك في كل المحطات العسكرية والتفاوضية بكل اباء وشموخ لم يصطف يوما بالقبيلة ولا دعى لاجتماعات قبيلية …

الصحراويين لا يفهمون كيف لهؤلاء ألا يركزوا في مقالاتهم وتدويناتهم ، سوى على ما يرونه نقطا سلبية في قضية شعبنا ، والحال أنك لن تجد لهم مثلا ولو تدوينة، تحتفي ولو بمكسب واحد تحقق, ونذكر بالصفعات الاخيرة في وجه العدو, تجاهل محاولاته من اجل طرد او تجميد عضوية الجمهورية الصحراوية بالاتحاد الافريقي , موقف كينيا – كولومبيا – البيرو – بوليفيا … الذين حاولت المخابرات المغربية بكل السبل لاستمالتهم ,بما ذلك الاستعانة بالضغط الغربي .. من شروط الموضوعية أن يحافظ االناقد الوطني  والإعلامي على شرط التوازن المطلوب، وعندما يلاحظ المواطن  الصحراوي أن هؤلاء لا يلتزمون بشروط التحليل العلمية، يفهم جيدا أنهم في خدمة طرف ثالث لا علاقة له بالقضية الوطنية .

عدم استيعاب هؤلاء يتجلى في الصدى الضعيف جدا مع الحملة المنظمة التي تدار باوامر لا نريد الكشف عن اصحابها وكيف يتم التنسيق بين اصحابها ، ومع ذلك يستمرون في المحاولة ,فحذاري من اللعب بالمصير وحذاري من السقوط في فخاخ العدو وشراكه مهما كانت حسن السجية وصدق النوايا .