كثيرون هم من كانو يشككون في خيار العودة الى الحرب يعتبرونه مجرد تهديدات روتينية دعائية ,وكثيرين هم من شككوا في عودتها ,و لم يكن هنالك شخص بمقدوره التنبؤ بعودتها حتي يوم الاعلان عن اول طلقة بالكركرات في 13 نوفمبر 2020 , بل أن شائع القول في كثير من مجالس الناس وقتها (بعد حالة اليأس التي أصابت الكثيرين جراء 30 سنة من المفاوضات والتعاون من الامم المتحدة العبثي , ومن القهر و القمع و الاعتقال و الملاحقة و التجويع و التشريد و انتهاك الحرمات التي يتعرض له ابناء وبناة الشعب الصحراوي بالمدن المحتلة وجنوب المغرب والجامعات المغربية ,هو ان االعدو المغربي قد استحكم حلقاته في الصحراء الغربية و أصبح قدرا مسلطا علي شعبنا لا فكاك منه و قوة ضاربة لا تقهر و لا يوجد في المنطقة دولة تصل الى عظمته و جلالة قدره و تاريخه الضارب في القدم بديلا له.
و حتي بعد أن بدأت الحرب ،لم يكن بمقدور أحد أن يجزم بحتمية اتساعها و تحولها لتصل الى مدينة السمارة والمحبس واوسرد… وعلى طول حزام الذل والعار .
و علي نفس شاكلة تصريحات صحافة دولة الاحتلال و أبواقها الكاذبة و رموتاتها المبرمجة سلفا و معلباتها الجاهزة من أمثال هيسبريس وكود وزنقة20 و 360 و القناة الاولى ميدي 1 والرحيبة …, و غيرهم من المنتفعين للتكذيب وتضليل الجقاائق والتعتيم على حرب الاستنزاف الا ان وجد المخزن نفسه مجبرا للاقرار والاعتراف بالحرب وحرك من جديد ترسانته الدعائية والدبلوماسية من احل العودة للمربع الاول ووقف اطلاق النار لينضم الى القطيع الخائن والعميل لحويج احمد دون حياء أو خجل يملأ الصحف المغربية ضجيجا يطالب بايقاف وقف النار ,و هو بذلك يزيل أي شك ساور بعض الناس في وقت سابق (خاصة قبل الاعلان الرسمي عن انحرافه وارتماءه بين احضان العدو بأنه كان جزءا لا يتجزأ من محطط تصفية القضية الوطنية (ما ظهر منها و ما بطن) و لذلك لم يكن مستغربا أن يتماهى لحويج احمد مع سياسة العدو المغربي .
13 نوفمبر 2020 كانت تحولا نوعيا عصيِّا علي استيعاب دولة الاحتلال وحلفاءها والخونة من العملاء من امثال القبلي و الرجعي لحويح احمد وتتويجا لتراكمات متواصلة لنضالات شعبنا و لم تكن (كما يختصرها بعض المتخاذلين انها لم تكن (بالاستعداد الكافي ) فهذا تزييفا للتاريخ و استهزاءا بقدرات شعبنا و نضالاته و ابتسارا لمفهوم الثورة.
فحديث لحويج احمد ومجموعته اليوم عن وقف اطلاق النار وحل سلمي ليس الا املاء المخابرات المغربية ,حديث سطحي يكشف عزلته و تغريده الدائم خارج السرب و عجزه عن فهم التحولات التي تحدث في مسار كفاح شعبنا بخطي ثابتة ستتزلزل الأرض تحت أقدام الاحتلال واعوانه. فالأمر تحكمه ظروف موضوعية و ذاتية معينة هي التي تحدد المدي الذي يمكن لعمليات جيشنا المغوار الوصول إليها.
الهجمة الدعائية الشرسة المنظمة التي قام ويقوم بها الاحتلال منذ العودة الى الكفاح المسلح خلالما يقارب الاربع سنوات الماضية لضرب الحركة و استبدالها بكيانات مستأنسة عميلة كمجوعة لحويج احمد (عملت و لا تزال علي تنفيذ اجندة المخابرات الاسبانية والمغربية لتزييف وعي الصحراويين و تفتيت قضبتهم ,و تريد ان تحولها إلي بؤر للخيانة و القمع و التشريد و الفساد و الانتفاع …) و إن أسهمت بدرجة كبيرة في إطالة عمر الاحتلال ومعاناة شعبنا و إعاقة نمو تطور حركة الجماهير و إحداث حالة من الإنقطاع التاريخي فيها .
فعلي جماهير شعبنا و هي تخطو بثبات نحو آفاق تحرير واستكمال سيادتنا على باقي ربوع وطننا الجبيب أن تتحلي بالصبر و الأمل و التفاؤل بالغد الأفضل فهذا من شيم القادة و الثوار و المناضلين, و علينا ألا نجمد عقولنا في تجاربنا ونحن نخوض غمار حرب جديدة فرضت علينا . فلن يلدغ المرء من جحر مرتين ,و تخلع ثوب الأفعى صيفا و شتاء تتجدد. فلا مكان في مستقبل شعبنا الابي إلا لمن يؤمن بمشروعه الوطني, لن يسمح شعبنا هذه المرة بتكرار دواامة التلاعب بمصيره بالمشاريع السياسية العرجاء التي تخدم الاحتلال المغربي وحلفاءه .
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه على الخائن لحويج احمد وهو الذي يردد سمفونية السلام ويتحدث بلسان المخابرات المغربية , لماذا لم يتحدث عن الاستفتاء ؟ اليس الاستفتاء خيارا سلميا ديمقراطيا توافق عليه الطرفين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية وايدته الجمعبة العامة للامم المتحدة ومجلس الامن ؟ الم تكن الاستفتاء هو مفتاح الحل في الجزائر وتيمور الشرقية …؟
ام انه ملزم باحترام الاطار الذي حددته له المخابرات المغربية والمتمثل في دعم باطروحتها وتوجيه الاتهام للبوليساريو ؟