الامارات تواصل دعمها الوقح لدولة الاحتلال المغربي, وتعمل على ايقاع موريتانيا في فخ التواطؤ ضد الشعب الصحراوي .

كما وسبق ان نشرنا في اعدادنا السابقة فان الامارات ماضية في نهجها الذي بداته منذ سنوات ولا تتردد في التورط والتدخل السافر في شئون الدول العربية الداخلية بغرض خدمة مؤامراتها في نشر الفوضى والتخريب وبسط نفوذها..

و،أصبحت بلاد العرب مستباحة سياسياً وعسكرياً واقتصادياً. وعلى الرغم من أن التدخل الأجنبي في بلاد العرب قديم، إلا أنه اتخذ أشكالاً جديدة خلال العقدين الأخيرين، ففي الماضي كان التدخل يتم، في أغلب الأحوال، لأسباب إيديولوجية، خصوصا خلال مرحلة الحرب الباردة والصراع الضاري بين المعسكرين الغربي والشرقي.

بينما أخذ التدخل أشكالاً جديدة، جاء معظمه من دول مجهرية .

أصبحنا الآن إزاء ظاهرة جديدة في المشهدالسياسي الدولي ، وهي “التدخل الخارجي”، ليس في دول معادية، وإنما في شؤون دول  أخرى.

كما أن التدخل لم يعد من خلال إرسال الجنود والدبابات، وإنما بات يتم من خلال استخدام أدوات تقنية وتكنولوجية عالية، مثل اختراق شبكات الاستخبارات للدول المجاورة، وقرصنة مواقعها الإلكترونية، ونشر الفوضى والإشاعات وهكذا.

وإذا كان التدخل الخارجي يتم في الماضي من أجل حسم صراعاتٍ على النفوذ والمصالح الاستراتيجية فإن بعضاً منه يتم حالياً من أجل تغيير الأنظمة في حالاتٍ معينة، أو وقف تغييرها في حالات أخرى.

ولا يمكن فهم النزوع الإمبريالي للإمارات بعيداً عن هذا النوع من التدخلات الخارجية، فالتدخل  والإماراتي في بلدان الربيع العربي قام بالأمرين معاً (وقف التغيير ودعم أنظمة قائمة وتثبيتها) كما حدث في مصر والبحرين واليمن وليبيا، فالمعروف أن دولة الامارات  لا تطيق أي عملية تغيير قد تفضي، في النهاية، إلى تحقيق الديمقراطية، باعتبارها تمثل خطرا وجوديا على أنظمتها وحكامها. في حين أنها تدخلت لحماية عرش حلفائها في البحرين ومصر عبر تشجيع قمع المعارضين، والتحريض عليهم.

وفي الوقت الذي تشجب وتدين فيه الإمارات ، فإنها لا تتوقف عن التدخل في شؤون الآخرين تحت مسميات مختلفة، مرة باسم “دعم الشرعية” كما الحال في اليمن، ومرة باسم “الحرب على الإرهاب” كما هو الوضع في وليبيا.

هاهي اليوم تعيد الكرة مع الجزائر بعد فشلها في تعميق الخلافات بين الجزائريين في فترة الحراك , تعمل اليوم على بوابة الضعط عليها من خلال مواقف غير اخوية ولا ودية عن طريق تقديم المساعدات المادية السخية والسياسية والاعلامية لدولة الاحتلال المغربي , بعد فتحها لما يسمى قنصليبة بالعيون المحتلة وتمويل مجموعة العميل والخائن لحويج احمد والاتفاق على دعمها اعلاميا بحيث انها قررت استضافة لحويج احمد في قناة سكاي نيوز عربية وقناة العربية … ولم تكتفي بذلك بل انها تعمل على التاثير والضغط على موريتانيا الشقيقة لقبول مخططات الاحتلال المغربي من قبيل ما اطلق عليه مبادرة الاطلسي و انبوب الغازنيجيريا المغرب الذي ترفض الانخراط فيه , وفي هذا السياق ذكرت صحيفة horizon في عددها الصادر نهار امس 28 دجنبر 2024 ان لقاءا سريا ثلاثيا جمع بين الرئيس الموريتاني ورئيس الامارات وملك دولة الاحتلال بابو ظبي خصص لهذا الغرض.

لذا نرى انه ليس غريباً أن يكون مصير تدخل الامارات الفشل الذريع، على غرار ما يحدث حالياً في اليمن وليبيا ودول اخرى  . بل أدى تدخلهما إلى تحقيق عكس ما رغبت به لان العلاقات الموريتانية الصحراوية الجزائرية اقوى من ان تنجخ  معها سياسة الاغراءات والوعد والوعيد .