اعلن صندوق النقد الدولي ( FMI ) عن قراره قبول طلب المغرب الحصول على الإستدانة بمبلغ خمس مليار دولار لمواجهة الإفلاس المالي الخانق و الأزمة الاقتصادىة و الاجتماعية الخطيرة ( انظر مقالات جريدة لوفيغارو و جريدة كل شيء عن الجزائر الملحقتين).
بعد سنوات من التخبط، غير المعلن، فى مواجهة الازمة المالية و الإقتصادية التى يواجهها المغرب سقط هذا الأخير فى قبضة المؤسسات المالية الدولية و اعلن بذلك إفلاسه و قبوله للشروط القاسية التى تفرضها تلك المؤسسات.
ما لا يذكره بيان صندوق النقد الدولي هو أن الحرب ضد الجمهورية الصحراوية و استمرار الإحتلال اللاشرعى لأجزاء هامة من ترابها الوطنى بالإضافة إلى نقض الإلتزامات وخرق قرارات الشرعية الدولية جعلت المحتل المغربي يدخل، فى واضحة النار، تحت الوصاية السياسية لقوي اجنبية، بعد التوقيع على مقايضات مشؤومة، ليتبعها الآن بالسقوط تحت الوصاية التامة للمؤسسات المالية الدولية.
لا بد من التذكير اليوم أن حكومة الجمهورية الصحراوية و جبهة البوليساريو اكدتا منذ عشرات السنين أن استمرار العدوان ضد شعب الجمهوربة الصحراوية يعتبر مغامرة، إذا ما استمرت، ستؤدى بالمغرب إلى الهاوية و لن يجني منها الشعب المغربى إلا المزيد من الفقر و الحرمان و الجهل و ستعمق من تبعيته و فقدانه ابسط شروط السيادة و الإستقلال و الكرامة.
عندما تحدث الحسن الثانى عن ضرورة تفادى السكتة القلبية و استنتج أن مواصلة الحرب يشكل أعظم خطر يتربص بنظامه و بإستمرار وجود المغرب و إستقلاله النسبي و إنطلاقا من استنتاجات الرجل و من معرفته لتفاصيل الأمور الداخلية و الخارجية قرر الرضوخ للشرعية الدولية و الاعتراف بأن المصلحة و الحكمة تقتضيان الدخول فى السلام العادل و النهائي مع الجمهورية الصحراوية الذى يمر حتما بإحترام حقوق الشعب الصحراوي فى تقرير المصير و الإستقلال.
لقد إتضح اليوم أن تراجع محمد السادس و فريقه عن إلتزامات المغرب مع الطرف الصحراوي، الموقعة تحت اشراف الأمم المتحدة و الوحدة الإفريقية و أن المراهنة على المقايضات المفضوحة و سياسة خلق اللوبيات و شراء الذمم لن يحققوا تشريع الإحتلال و أن الشعب الصحراوي لن يتنازل عن سيادته على أرض اجداده و أن المجتمع الدولى لن يعترف للمغرب بأية سيادة على الصحراء الغربية.
إنه لا مفر من نهاية الإحتلال المغربي اللاشرعى لتراب الجمهورية الصحراوية و طي صفحة العدوان و التوسع و بداية فتح جسور الإخاء و التعاون مع جميع الجيران.
المغرب، اليوم، يحتاج إلى ابنائه الأحرار لإنقاذه من الإحتلال المقيت و إسترجاع سيادته و كرامته.
امحمد/البخارى 9 مارس 2023