“هؤلاء”
كثيرون هم الذين يطالبون بإقتناء سلاح مضاد للطيران المغربي المسير، الدرونات، ورغم توفره في السوق الدولية وبأثمان تفاضلية، إلا ان “هؤلاء” نسوا أن السلاح الذي ينقصنا في هذه المرحلة هو سلاح ٱخر، ولا يمكن ان لنا أن نشتريه او نستعيره او ان ندفع ثمنا مقابلا له؛ إنه سلاح الوحدة الوطنية الذي تكسرت على جدرانه مؤامرات الأعداء (الخافيين منهم والذاهرين).
“هؤلاء” هم الدرونات التي تقتل فينا يوميا، تمرح وتسرح يمينا وشمالا في مخيماتنا الهادئة، وموجودة بيننا، وفي شوارعنا وفي مؤسساتنا؛ فخطابات “تمراگ لصباع” من كل فعل وطني، ومن كل خطوة ومن كل عمل نبيل، حتى “التشگار” عندهم هو فاتحة الكتاب التي يبدأ بها كل نقاش.
ٱخر ذلك، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كان مع بداية تشكيل اللجنة الوطنية المشرفة على تحضيرات المؤتمر السادس عشر ، ثم الندوات السياسية وبعدها المؤتمر، ثم انتخابات الأمانة وإعادة إنتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة؛ كل هذا تم تبخيسه و(مصمصتو) وكأن الدولة والمشرفين على الشأن العام قد إرتكبوا جرما في حق الشعب وانحرفوا عن المسار وساروا الى الهاوية بمصيرنا.
صناع هذا الخطاب، خطاب التبخيس بالإنجازات وتغطيتها حتى لا تظهر للعيان والنفخ في صغائر الأمور والإخفاقات لتصبح بالونا ترصده كل العيون وتلتقطه كل الأذان، “هؤلاء” محترفون وليس هناك شك أن ليس وراءهم أجهزة وأموال ومؤسسات مختصة في زرع الفتنة، ومحاولة تفكيك الجسم الصحراوي الصلب من الداخل وتقسيمه الى وحدات متنافرة ليسهل بعد ذلك التعامل مع كل وحدة على حدة والقضاء على كل بارقة أمل وجرعة إنتصار.
“هؤلاء”، وصل بهم الأمر الى التشكيك في كل شيء؛ بدءا من جدوى الكفاح المسلح في نسخته الثانية وصمود هؤلاء اللاجئين على أرض “الحمادة” لما يقارب من نصف قرن، ويمكن أن يزيد على ذلك بنصف قرن ٱخر او قرن وقرون.
“هؤلاء” يعلمون جيدا أن وجود دولة المنفى هي التي اوقفت زحف فكر “من طنجة الى نهر السينغال” وما جاورها، وأن مصطلح “منطقة حرب” سيكلف المخزن عرشه وعرش اجداده.
“هؤلاء” يعلمون جيدا ان العصب المحرك و”سر وجودنا وسر مكاسبنا” مرهون بوحدتنا وتماسكنا وبقائنا موحدين خلف رائدة كفاحنا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
“هؤلاء” هم البيضة الفاسدة “اللي مرگت منا” و”فركست” بيننا واصبحت “علتنا فينا”.
لكن، هل نسوا كيف كنا سنوات السبعين وبداية الغزويين المدججين بأحدث الأسلحة ٱنذاك ونحن لا نملك إلا الإرادة والعزيمة؟ هل نسوا أن ابناء المغربيات كانوا أسرى عندنا وبالٱلاف؟ هم يعلمون كل ذلك وعرابهم يعلم ايضا، ويعلم أن منطقة شمال افريقيا على فوهة بركان وما ينقصها ليشتعل فتيلها إلا اللحظة الحاسمة وأن غدا لناظره لقريب.
“هؤلاء” غاب عنهم ماهو أهم، غاب عن فكرهم الضيق ونظرتهم القصيرة؛ أن المغاربة سيبقون يطاردون الصحراويين حتى يبيدوهم عن بكرة أبيهم إسوة بفرعون مع بني إسرائيل الذي كان يقتل أبناءهم ويغتصب نساءهم.
على هذه الأرض، وفي هذه الحياة الدنيا وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، إما نحن كصحراويين نعيش على أرضنا مكرمين معززين، أو المغاربة؛ نحن وهم لن نجتمع.
نحن بالنسبة لهم، كلنا وبدون إستثناء، حتى أولئك الذين أرادوا أن يكونوا مغاربة أكثر من المغاربة، نحن بالنسبة لهم في نفس السلة وفي نفس الخانة والمربع: عليهم إبادتنا لكي لا يظهر “موسى صحراوي” جديد وينتقم لبني جلدته.
فهل يعي “هؤلاء” ما ينتظرهم؟
من صفحة sidahmed gaum hnini على الفيسبوك