الى جوقة النقاد بديار المهجر … رفقا بتاريخكم .

لا أدري. كيف تحولت ساحتنا الفكرية إلى معارك ضد الشرفاء؟ هل هذا كل ما ننتظره؟ ما الذي جرى  في مواقف بعض المناضلين ؟ يسمع الكثير بالمثل“ولو طارت معزة ”، هذه المقولة  تعكس وبشكل كبير  العقلية التي يعيشها بعض ابنائنا المقيمين بالخارج  إنها العقلية التي  اصحابها يعيشون انفصام حقيقي في الموقف لا هم يقدمون لوطنهم ولقضيتهم شيئا وهم اكثر الناس هجوما على كل القيادة الوطنية وفي مقدمتهم الاخ ابراهيم غالي ،اشخاص  يتنكرون  للآخرين أو أنهم يستكثرون  عليهم حتى ذكرهم بالخير!.

إن الخوف والجبن من المواجهة مع العدو  وحب التعالي  هي الأسباب البارزة للهجوم على الاخ الرئيس  الملتزم بقضايا شعبه في ساحتنا الوطنية ، لقد هوجم الشهيد الولي مفجر  الثورة ,بل تمت محاولة اعتقاله وهوجم الشهيد محمد عبد العزيز ووصفوه بكل الاوصاف, فرعون … ,  وغيرهم لكن لم نسمع مهاجمة المشعوذين والدجالين والهاربين عن ساحة المعركة والمفسدين.

هناك سؤال وجيه يتطلب الإجابة حول مسألة التعدي على المناضلين الذين نذروا حياتهم  لشعوبهم، وهو: لماذا الهجوم بالذات على الرموز الوطنية؟ هل خلت الساحة من المواضيع التي من الممكن أن تخدم الجماهير الشاسعة؟ هذه الجماهير التي تنتظر بفارغ الصبر من يساعدها على حل مشاكلها اليومية .. ه

يقول ماركس: “لو لم نكن مهمين لما هَاجَمنا حتى من يسمون أنفسهم بالتقدميين”.

لماذا هذه الحملات الممنهجة ؟ لماذاالان بالذات ؟لماذا لا نذكر ابسط شيئ قدمه هذا الوطني الصادق ! لماذا هذا الشح والبخل على شموعنا الوطنية؟.

كل مناضل يستحق التقدير والإشادة لأنه غرس لنا تقاليد عظيمة تسير عليها شعبنا البطل .  إن للمقاتل  والمناضل ابراهيم غالي تاريخ نضالي مشرق ونظيف ، لا يجوز أن نتجاوزه هكذا وبجرة قلم، لأننا إذا عملنا ذلك فقد تجاوزنا أنفسنا، يكفي أن المناضل سجل مواقفه في زمن الشح و والظلم والرعب وواجه الاحتلال بالسلم وبالقتال  .

علينا أن نراجع أنفسنا لأنه ليس من صفات الشرفاء نكران الأبطال لأن ذلك يقود الإنسان إلى التبجح بالنفس.علينا أن نعترف بأولئك الناس الذين نسوا أنفسهم وتجاهلوا طموحاتهم وعاشوا حياة رثة لا تليق بإنسان مثلهم  وأسسوا واستمروا وواصلوا الإنتماء في وقت كان القابض على فكره كالقابض على جمر.

لقد أصبح مفهوم النقد مقلوباً لدى البعض ، ففي الوقت الذي يكون النقد أداة بناء وتغيير يصبح كالمعول الذي يهدم ويشوه ما بناه الآخرون، النقد هو أيضاً مشاطرة للرفاق في تحمل الأعباء وليس الخروج عليهم.

النقد هو إبراز الجوانب الايجابية وتمحيصها من السلبيات، النقد هو تسليط الضوء على المقولة أو الموضوع أو الفعل الذي يخدم المحرومين، لقد شاخت مفاهيم قديمة مثل  “الجمالية للجمالية” و “الفن للفن” مثلما شاخت “الوجودية” وفلسفة نهاية التاريخ،إذا توقف النقد عن ملامسة الجرح الدامي لشعبنا  ,يبقى كالجثة المحنطة  بدون قلب أو حياة.

إن الذين يتلذذون بضرب غيرهم، بوعي أو بدون وعي، ويعيبون عملهم ونضالهم وكتاباتهم وهم على معرفة تامة بالظرف الذي تعرفه القضية والمحاولات المتكررة لتصفيها ، ، إنما يقومون بخدمة أعدائهم وأعداء الحركة الوطنية.

إن المسألة محكومة بظروف ذاتية وموضوعية والمناضل في بلادنا يعمل فوق إمكانياته المحدودة وفوق المعطيات التي في متناول يده  .. نرى أيضا أن هؤلاء يهربون من ساحة المعركة للبحث عن تحقيق طموحاتهم الذاتية

إن هؤلاء هم أخطر الناس في تحولاتهم الفكرية من ضفة إلى ضفة أخرى، إن النفاق وازداواجية المواقف  أسلوب ناجح في أكثر الأحيان، فهم وبهجومهم على الشرفاء اختارو ممارسية النقد من بعيد  لحفظ ماء وجوههم ظنا منهم ان ذلك يمنحهم شرعية وطتية .

نعم، ليس هناك شخص خال من السلبيات، ومن يريد عملاً خالياً من السلبيات فليغلق باب الغرفة عليه، نحن مدعوون لنقد وتجاوز سلبياتنا فالسلبيات ليست عيبا ولكن عدم القدرة على المواجهة ونقد الذات هو العيب نفسه، النقد هو أسمى ما يتحلى به المرء ويدل على التواضع، ليست هناك ملائكة وشياطين إنما هناك من يتواضع وهناك من يتكبر على الآخرين .