ما الذي حصل” للبشير محمد لحسن” ؟ وماذا يريد ؟

لم نكن  لوحدنا الذين فوجئنو بالتحول الذي طرأ على مسار الاعلامي الدكتور الاخ البشير محمد لحسن بحيث انه في الاونة الاخيرة تحول الى بوق دعاية موجه ضد الاخ الرئيس ,ولم نفهم ماهي دوافع ذلك ؟ هل انه يبحث عن التموقع ؟ ام ان جهات دفعت به للواجهة بعد  ان فقدت الامل في كل من  التافه سويعيد زروال والمريض احيمد بادي ,ام ان جهات اخرى تريد احراق ورقته بالزج به في معركة التراشق  التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعي  ؟

اصبحت ظاهرة «التراشق » في ما بين الصحراويين لا تطاق , والغريب دخول مثقفين مشهود لهم بالوطنية والترفع عن المستويات الغير لائقة  من بينهم الاخ البشير محمد لحسن ,الأمر الذي يعد سقطة من السقطات التي لا تغتفر، فبدلا من تبادل الحوار والنقد الموجه ما بينهم نراهم يتراشقون التهم التي لا توفر الألفاظ النابية أحيانا. مما يؤكد أن مواقع التواصل أمست مسرحا ثريا بالخلافات بين الصحراويين ورفض الآخر   ,وللاسف يقودها منهم محسوبين على الفئة المثقفة .

قد بات التراشق بين بعض المثقفين أشبه بالعنف الثقافي ان جاز التعبير. اذ لا يتوانى أصحابه – علانية – عن تقاذف التهم التي من المفترض أن لا تصدر من أشخاص محسوبين على السلك الثقافي، بل هي أقرب إلى «تصفية الحسابات» التي تتبارى فيها بعض ”النخب“، وهم من يعوّل عليهم الشعب الصحراوي  في الكثير من المساهمة في معالجة أبرز قضاياه، وإذا بنا نجدهم يقومون بتهميش القضايا الهامة لشعبهم  ويتغافلون عن واجبهم ودورهم المرتقب إزاءها والانشغال عوضا عن ذلك بتبادل التهم والاستهزاء ببعضهم حد التجريح الشخصي المبتذل. وأي عنف مغلف بالثقافة أسوأ من هذا؟

من المعيب حقاً أن تتحول  شبكات التواصل إلى أشبه بساحات الحرب. فبنظرة سريعة خاطفة على مواقع التواصل الغنية بخلافاتها، نرى أن أشباه المثقفين pseudo-intellectuals  «وليسمحوا لي بهذه الوصف» قد تعددت اتجاهاتهم ضمن هذه الحرب الباردة، ففي الوقت الذي نجد مطالب بإنهاء نزاعهم بالنقد والكلام على نفس الوتيرة وذات المسرح، نرى ان البعض قد «يكبر رأسه» ويرفع وتيرة الخلافات , ويعتقد انه يقدم خدمات جليلة للشعب الصحراوي .

أكون أكثر صراحة. أعتقد أنه آن الاوان لأن يتجرد “السيد المثقف “من الأنا الشامخة التي يتحلى بها، بعيدا عن تضخيم كل ما يفعله وكأنه «العملاق الأخضر» وينخرط لخدمة شعبه الذي يحتاجه في هذه المرحلة بالذات, ويدرك ان التراشق غير الصحي الذي لا يقدم ثقافة ولا يخلق تطورا. بل على العكس يزيد من التوتر  ونماء الفتن ووباء الخلافات التي لا تثمر سوى عن ثقافة عليلة لا تغني ولا تسمن من جوع .

نتمى ان يتدارك الاخ الشير محمد لحسن الموقف ,وان لا ينساق وراء اولئك المثقفين الهامشيين إن لم أقل التافهين، ضمن القطيع، الذين  يعيشون حسب ظروف التعايش والانسجام مع اوضاعهم الخاصة ، أولئك الذين يغيرون مبادئهم وأفكارهم كما يغيرون ملابسهم. لا رأي لهم، بل لهم آراء تتغير وتتجدد باستمرار، إنهم بلا رأي. فهم يحبون العيش في الماء العكر، لأنه يُسهّل عليهم الاصطياد، يحبون الأضواء،رغم ان حقيقتهم تكشفت ، بل لا يحبون سطوع الشمس، حتى لا يظهر زيفهم، رواد مناطق الظل والظلام.

يصرخون تارة ويبكون تارة أخرى، يلعبون على أحاسيس الناس، في مجتمع يغلب عليه طابع المشاعر أكثر من المنطق، ليكسبون عطف العامة، ويربحون شهرة التوسع والانتشار. إنهم كارثة بكل المقاييس، وخطر على مستقبل الشعب الصحراوي ، لا مشاريع لهم سوى نشر الخزعبلات والتفاهات التي تدمر عقول أجيال بأكملها، وتحكم على الشعب  بأن يظل معاقا للأبد.