الشاف “البشير ولد السيد”يعود الى أساليبه البالية,مقاطعته اجتماعات مكتب الأمانة الوطنية.

يظهر أن الشاف البشير ولد السيد قرر الضغط بطريقة أخرى والتغيب عن الساحة السياسية وعن اجتماعات مكتب الأمانة الوطنية للمرة الثالثة، وكما عودنا دائما على تلك الخرجات الاستهلاكية التي يرافقها التخطيط  الخبيث ومحاولة كسب الود, فالبشير شعاره دائما” أنا أو لا أحد” ,فاما أن أكون عليكم رئيسا لأبطش بكم ,والا فلا رئيس ولا جبهة ولا دولة ولا أي شيء .

في عهد الشهيد محمد عبد العزيز ,وقبل احداث 1988 التي كان رأس الحربة في كل حيثياتها ,بحيث أنه كان في تلك الفترة كل  شيء ,هو الرئيس الفعلي ,هو الحاكم الفعلي ,هو الكل في الكل ,له ثلاثة اذرع : “ذراع داخلي” رجاله معروفين منهم من مات رحمة الله عليه ومنهم من لا يزال حيا أطال الله في عمره ,وهذا الجناح هو المكلف بتنفيذ خطط البشير الداخلية والإشراف على الندوات ومحاسبة المناضلين ومعاقبتهم والقصة يعرفها الجميع, “ذراع امني” تكفل باعتقال وتعذيب كل من يامر البشير بسجنه , بحيث انه  كان صاحب فكرة” الرشيد “وما ادراك ما الرشيد ,لم يسلم منه حتى السياسيين الذين لايخضعون له ,” ذراع خارجي” مشكل من مجموعة أيضا بعضهم وافاه الأجل رحمة الله عليه وبعضم وهم قلة لايزالون أحياء اطال الله في عمرهم, الذراع الأمني  تفكك مع المؤتمر الخامس ,وتسلم العدو اللذوذ للبشير ,الخائن عمر العظمي ,لكن البشير عوضه بامن اخر تابع لامانة التنظيم السياسي وبقي فاعلا حتى 1989 الذراع الثالث تفكك مع احداث 1988 لان بعضهم كان غير راضي على سلوكات العجرفة والاحتقار التي يتصرف بها البشير, وبقي الذراع الأول مقاوما الى جانبه ,حتى طفى الخلاف بينه والشهيد محمد عبد العزيز,بشكل واضح ,وانفض الجميع  من حوله ليبقى اجربا لااحد يقترب منه ,بدا الخلاف مباشرة بعد اعلان البشير رفع الحضر عن تقرير الأمين العام بيريز ذيكويار شهر فبراير 1992 وقبل توسيع قاعدة الناخبين مما افشل خطط الجبهة وادخل عملية تحيديد الهوية في ما كان يرغب الاحتلال المغربي وحلفائه ,كما ان محمد بدا يمارس صلاحياته طبقا لمقررات المؤتمر الثامن للجبهة ولم يعد للبشير تلك السلطة المطلقة :انا ربكم الأعلى” بعد أن أصبح محمد يعين في المناصب الحساسة من يراه مناسبا دون راي البشير ,وبدأ يعمل بفريق لا يضمه ومنهم من يعتبرهم أعداء له ,ليستأنف مهاجمو  محمد عبد العزيز في كل مكان ويهاجم معه فريقه الذي يسميه البشير( محمدات الردفة )  وهو يقصد بذلك كل من  محمد عبد العزيز وامحمد خداد والبوخاري احمد رحمهم الله جميعا ,أعلن البشير الحرب على محمد عبد العزيز في كل الاتجاهات واشتد الخلاف قبل المؤتمر التاسع للجبهة لكن محمد فرض انتخاب البشير عضوا في الأمانة, وهو ما جعله يستوعب أنه ليس في مستوى الصراع السياسي والشعبي مع محمد ,ليعود الى اساليبه الخبيثة وكان أول من رفض أمرا لمحمد عبد العزيز سنة 1997, وكان آنذاك وزيرا للخارجية ,فرفض مرافقة  الوفد الذي كان ضمن أعضائه,بحجة أن رئيسه هو المحفوظ حيث نزل في يوم الجمعة من نفس الطارئة التي سيسافر على متنها الوفد المفاوض ,وواصل تحديه لمحمد لرجة أنه في اليوم الذي غادر فيه محمد عبد العزيز الى واشطن مدعوا لأول مرة للقاء مسؤولين أمريكيين ,اتجه البشير الى ليبيا وكان أنذاك يشغل منصب وزير خارجية ,وكانت ليبيا  على النقيض وتحت الحصار الأمريكي .

تحول البشير من الرجل الثاني الى راعي الابل ومستثمر في الأموال التي أصحبت كل اهتمامه , كان يقول أن محمد يتوفر على المال والمناصب ,وعلى من يريد منافسة محمد على الأقل أن يجمع المال ,ثم رفض سنة 1999 بعد المؤتمر العاشر منصب والي لولاية أوسرد الذي عين فيه على غرار المحفوظ علي بيبا الذي عين واليا لولاية الداخلة , وبعد أن تراجعت  أوضاعه الاقتصادية بل تأزمت , جاء يترجى محمد ليعينه في أي منصب ,فتم تعيينه سنة 2001 واليا لولاية الداخلة وسكانها يعرفون ماذا فعل بهم ,ثم عين في عديد الوزارة من تعليم وصحة ,فشل فيها كلها, ولاتزال اثاره في تلك المواقع معروفة للجميع ,قضى البشير فترة غير قصيرة متجولا باسبانيا ,وذهب معه بمجموعة من الشباب المحسوبين عليه آنذاك منهم حاليا مسؤولين كبار في القيادة السياسية .

وبعدها اتصلت مجموعة من الصحراويين بالبشير لتطرح عليه فكرة ما يسمى زورا “خط الشهيد “ والغريب أن الحقد أعمى أعينه فشجعهم ودعمهم ووافق على تأسيس الحركة فقط لضرب محمد عبد العزيز ,يعني أن القضية الوطنية لاتساوي شيئا أمام إرادته, وليس هذا فقط بل أنه  شجع ووافق على انشاء مجموعة 5 مارس, وكان وراء فكرة  انشاء حزب في فرنسا معارض للبوليساريو و جند ودعم الشباب الذين أسسوا  مواقع مستقلة ,بل وكتب افتتاحيات ومقالات لايوقعها باسمه, وتذهب بعض المصادر الى القول ان حقيقة الصفحة المثيرة للجدل ,صفحة عيشتو رمضان كانت من توجيهه ويهاجم نفسه فقط من أجل خلق مشاكل لمحمد عبد العزيز بمحاولة فصل الصحراويين الى شرق وغرب, وكان يتهم محمد عبد العزيز وسيد احمد بطل بالوقوف وراءها  .

البشير هو البشير” أنا ومن بعدي الطوفان ” لم يصوت عليه الصحراوين بالمؤتمر السادس عشر للجبهة , وخرج غاضبا وظن الجميع أنه أعلن اعتزاله السياسية, ليفاجئهم بتأدية القسم لوحده عضوا في الأمانة الوطنية ,ظن الناس أنه سيفهم أنه لن يكون أبدا رئيسا ,وأن الوقت حان ليفهم أن عليه العودة  الى رشده ويفكر في مصلحة الشعب الصحراوي, لكنه لايتغير ولا يفكر حتى في التغيير ,عرفناه منذ البداية هكذا وسيظل هكذا حتى يقضى الله امرا مقضيا .